يبدو أن ارتفاع الجنيه الإسترليني قد تعطل أمام الحواجز الفنية وتقييم جيروم باول المتزن لآفاق خفض أسعار الفائدة. لم يعطِ رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي إشارة واضحة بأن البنك المركزي مستعد لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر. اليوم، يساعد الجنيه الإسترليني تقرير اقتصادي كلي جديد.

نما الناتج المحلي الإجمالي في المملكة المتحدة بشكل أقوى من المتوقع في مايو، مما يقلل من احتمالية خفض سعر الفائدة في الأول من أغسطس من قبل بنك إنجلترا.

ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي السنوي في الولايات المتحدة بنسبة 3.3%، وهو أقل من توقعات السوق، مسجلاً انخفاضًا من زيادة بنسبة 3.4% في مايو. تعرض الدولار الأمريكي لضغوط بيع كبيرة بسبب رد الفعل الفوري على بيانات التضخم الضعيفة.

بالنسبة للبيانات البريطانية، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.4% على أساس شهري. ووصل الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى له منذ 4 أشهر مقابل الدولار الأمريكي.

النمو الاقتصادي يكاد يكون ضعف التقديرات الإجماعية التي كانت تشير إلى ارتفاع بنسبة 0.2%، وهو ما يتجاوز بكثير حالة الركود التي شهدها شهر أبريل بنسبة 0%.

القوة الدافعة وراء النمو الاقتصادي كانت قطاع الخدمات، وهو الأكبر في اقتصاد البلاد، والذي أظهر زيادة بنسبة 0.3% في مايو 2024.

قالت Equals Money: "قدمت بيانات الناتج المحلي الإجمالي حجة أخرى لصالح الأسواق التي تدعم الجنيه." السعر الحالي لزوج GBP/USD هو فوق 1.2900، وهو أعلى بكثير من التوقعات التي قدمتها أكثر من ثلاثين بنك استثماري.

في فترة الثلاثة أشهر حتى مايو 2024، توسع الاقتصاد البريطاني بنسبة 0.9% مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، مدفوعًا بشكل كبير بزيادة قدرها 1.1% في قطاع الخدمات.

تثبت هذه المؤشرات التعافي الاقتصادي القوي والمستدام للبلاد، مما يقلل من الحاجة إلى إجراءات تحفيزية إضافية من بنك إنجلترا، مثل خفض أسعار الفائدة.

يواجه أعضاء لجنة السياسة النقدية (MPC) الآن سؤالًا حول ما إذا كانوا سيتمكنون من خفض الأسعار في أغسطس، نظرًا لأن الاقتصاد قد يكون قد سجل نموًا بنسبة 0.7% لربعين متتاليين.

تشير الأداء الاقتصادي القوي وزيادة الإنتاج في قطاع الخدمات إلى أن التضخم في هذا القطاع من المرجح أن يظل مرتفعًا. قال هيو بيل، كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، يوم الأربعاء إن التضخم في الخدمات لا يزال تحت المراقبة الدقيقة.

خلال خطاب في لندن، أشار بيل إلى احتمال خفض سعر الفائدة، على الرغم من أنه لم يحدد إطارًا زمنيًا معينًا.

تعزز الجنيه الإسترليني بعد تعليقات بيل حيث يقيم المستثمرون احتمالية خفض سعر الفائدة من بنك إنجلترا بأقل من 50% في الأول من أغسطس.

كان الجنيه الإسترليني هو الرابح الأكبر أمس بعد أن هدأت تصريحات هيو بيل التوقعات بخفض سعر الفائدة في أغسطس. وأشار إلى أن مستويات التضخم في الخدمات والأجور لا تزال مرتفعة بشكل غير مقبول على الرغم من وصول التضخم الرئيسي إلى هدف البنك البالغ 2% في مايو. وأضاف المحلل أن بيانات الاقتصاد الكلي لشهر يونيو من غير المرجح أن تغير الصورة العامة.

أدى إصدار بيانات الناتج المحلي الإجمالي يوم الخميس إلى تهدئة التوقعات بشكل أكبر، مما ساهم بدوره في نمو الجنيه البريطاني.

وفقًا لخبراء من Capital Economics، سيظل البنك المركزي يخفض أسعار الفائدة في الأول من أغسطس، على الرغم من أن التوقيت الدقيق لأول خفض سيعتمد بشكل كبير على بيانات التضخم لشهر يونيو وعلى إحصاءات سوق العمل لشهر مايو، والتي ستنشر الأسبوع المقبل.

في الوقت الحالي، للحفاظ على الزخم المتزايد، يجب ألا ينخفض الجنيه دون 1.2805 مع دعم طفيف عند 1.2825. الحاجز الآن هو مستوى 1.2900، الذي تم كسره، لكن تردد المتداولين فوق هذا المستوى مرئي للعين المجردة.